الخميس، 14 أكتوبر 2010

جيش ويندوز فون 7 لم تَفُتهُ المعركة، بل فاتَته الحرب … و يقاتل بتعدد مهام أعرج



هلا تذكرون ذلك الموقف الملحمي في بدابة فيلم جلادياتور Gladiator بعد أن سحق البطل ماكسيموس جيش البرابرة في جيرمانيا القديمة:

كومودوس: أبي هل فاتتني المعركة؟
ماركوس اريليوس:لا … لقد فاتتك الحرب.
هذا فعلا ما يذكرني به ظهور جيش هواتف ويندوز فون 7 البارحة. فقد أذهلتنا ميكروسوفت بأكثر من 10 هواتف ذكية ذات عتاد مثير للإعجاب و نظام تشغيل جديد مستقر و جذاب. و عند النظر لمواصفات هواتف ويندوز فون، فكلها تحمل معالج بسرعة 1 جيجا هيرتز فأكثر، و تأتي بواجهة مستخدم سهلة الاستخدام و بقابلية تخصيص عالية، و تأتي بشاشة تش سكرين مواسعية بتكنولوجيا تعدد اللمس، و بلوحات مفاتيح حقيقية و QWERTY و تخيلية، و تعدد المهام (نوعا ما) … إلخ.
الآن عند النظر بطريقة تجريدية لهواتف ويندوز فون 7، نجد هاتفا ذكيا ممتازا بقدرات ضخمة و مثيرة للإعجاب، كل شيء جميل، لكن مع كل هذا، نشعر أن هناك شيء مفقود قد يجعل من الصعب “أو حتى من المستحيل” على ميكروسوفت أن تستعيد مكانتها المفقودة في سوق الجوال الذي يعج بالمنافسين الشرسين: ميكروسوفت وصلت إلى الحفلة متأخرة، فمن يا ترى يهتم أو 

حتى يعير إنتباه لميكروسوفت هذه الأيام وسط زحمة الحديث عن اندرويد مفتوح المصدر الذي لا يتوقف عن النمو باضطراد هندسي، و آيفون الذي لا يزال متربعا على عرش الجوالات الذكية. و هناك أيضا ميجو الذي من الواضح أنه سيحذو حذو اندرويد (قد يقول قائل: ميجو لم ير النور بعض. و قد يفشل كما قد تفشل ميكروسوفت. لكن المعادلة مختلفة في حالة ميجو : فنوكيا هي المصنعة الأولى للجوالات و ستستخدم هذه القاعدة الصلدة لنشر ميجو). و لا ننسى بلاكبيري أيضا و نظام بادا من سامسونج و غيرها. إذن فالأمر ببساطة: ليس هناك مكان لميكروسوفت وسط هذه المعمعة. إنه عصر أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر، إنه عصر اندرويد و كل من يحذو حذو اندرويد. و قد يكون الأمر مختلف تماما قبل سنتين. لكن للأسف لا يمكن إرجاع عقارب الساعة للوراء.

هناك أيضا أسباب قد تدعم نظرية فشل ويندوز فون 7 من بينها غياب وظيفة اللصق و النسخ، و عدم جاهزية متجر تطبيقات ميكروسوفت، و عدم دعم فلاش، و هناك أيضا القضية العالقة بين شركة ميكروسوفت و موتورولا بسبب قضايا ملكية فكرية و النتيجة هي امتناع موتورولا عن تبني ميكروسوفت على أجهزتها، و هذه خسارة فادحة لميكروسوفت. لكن يبقى أهم هذه الأسباب الثانوية هو عدم نضوج وظيفة تعدد المهام Multitaksing في ويندوز فون 7. و إليكم شرح مستفيض لما يسمى تعدد المهام في ويندوز فون ٧:
شرح مبسط لتعدد المهام في ويندوز فون 7:

تعدد المهام في ويندوز فون 7 هو نسخة سيئة من تعدد المهام في iOS على إيفون. ففي الحالة الطبيعية على ويندوز فون 7 يمكن فقط تشغيل تطبيقات ميكروسوفت في نفس الوقت. و فقط تطبيقات ميكروسوفت الأصيلة أو ما يسمى بتطبيقات الطرف الأول First Party Apps. كمشغل موسيقى زون و متصفح انترنت إكسبلورر مثلا. لكن ستعطى الأولوية لتطبيقات ميكروسوفت أولا لتحتل القسم المتاح من ذاكرة الجهاز. أما في حالة تطبيقات الطرف الثالث أو 3rd Party Apps، فسيقوم ويندوز فون 7 تلقائيا “بتعليق” تشغيل هذه التطبيقات لحين وجود ذاكرة متاحة. و قد يقوم بإيقاف تطبيقات الطرف الثالث بدون اشعارك إذا حال ذلك دون وجود ذاكرة متاحة لتشغيل تطبيقات ميكروسوفت الأصيلة. لنعط مثالا على ذلك:
تخيل أنك كنت تستمع للموسيقى باستخدام أحد تطبيقات الطرف الثالث كمشغل موسيقى باندورا مثلا. و في أثناء ذلك، كنت تتصفح الإنترنت على إنترنت إكسبلورر. و لنقل أنك قمت بزيارة صفحة غنية جدا بالمحتوى و إحتاج الجهاز بعض الذاكرة لتحميل هذه الصفحة. ويندوز فون 7 و بدون اشعارك سيقوم “بقتل” مشغل باندورا لإعطاء الأولوية لمتصفح اكسبلورر. و هذه العملية تتم تلقائيا و دون استشارتك. ميكروسوفت قامت باختيار التطبيقات التي تعتقد أن لها الأولوية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق